‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1743

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1743

حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبي: وحدثني الضحاك يعني ابن مخلد، قال: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحدثني أبي، حدثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن هشام الدستوائي، وشعبة، جميعا عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " البزاق - وقال يزيد، والضحاك بن مخلد في حديثهما: النخاعة - في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها "

يَنبغي للمُسلمِ تَعظيمُ المساجِدِ، وتَنزيهُها عن الأقذارِ والنَّجاساتِ، وعمَّا لا يَلِيقُ.

وفي هذا الحَديثِ يُبَيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ البُزاقَ والبُصاقَ على أرضِ المسجِدِ ذنْبٌ وإثمٌ يَستحِقُّ فاعلُه عقوبةَ اللهِ تعالى، وكفَّارَتُها دَفْنُها في الأرضِ وتَغْييبُها في التُّرابِ؛ فمَنِ ارتكَبَ هذه السَّيِّئةَ ونَدِمَ عليها، وأراد أن يَعفوَ اللهُ عنه ويَمْحوَ عنه سَيِّئتَه هذه؛ فلْيُبادِرْ إلى إزالَتِها مِن المسجِدِ، بدَفْنِها إنْ كانت أرضُه ترابًا، أو يَمْسَحُها منه حتَّى تَزولَ إنْ كان مَفروشًا.

 والبُصاقُ في المسجدِ خَطأٌ؛ لأنَّ فيه إهانةً لبُيوتِ الله عزَّ وجلَّ الَّتي أمَرَ تعالى أن تُرفَعَ ويُذْكَرَ فيها اسمُه، ولأنَّه أيضًا إيذاءٌ للمُصَلِّينَ؛ فقد يَسجُدُ المصلِّي عليه وهو لا يشعُرُ به، وقد يَتقزَّزُ إذا رآهُ وتتكَرَّهُ نفْسُه.

وقد بيَّنَتْ رِوايةُ الصَّحيحَينِ أنَّ الَّذي تَغلِبُه نفْسُه بالبُصاقِ ونحوِه؛ فإنَّه يَبصُقُ عن يَسارِه، أو تحتَ قدَمِه، أو في طرَفِ ثَوبِه.