‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه25

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه25

حدثنا معتمر، عن حميد، عن أنس قال: " حجم أبو طيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأعطاه صاعا من طعام، وكلم أهله فخففوا عنه " (1)

الحِجامَةُ هي إخراجُ بَعضِ الدَّمِ مِن الجسمِ، عن طريقِ تَشريطِ مَوضِعِ الوجَعِ ثمَّ مصِّ واستخراجِ هذا الدَّمِ بعدَ تَجميعِه بواسِطةِ مِحْجَمٍ، وهو أداةٌ تُشبِهُ القُمعَ أو الكَأسَ، وهي علاجٌ لكثيرٍ مِن الأوجاعِ، وقد كان أبو طَيبةَ رَضِي اللهُ عَنه يَعمَلُ بالحِجامَةِ على عَهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وكان مِن المماليكِ.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عَنه: "حجَم أبو طَيبةَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، أي: عَمِل له حِجامةً، "فأمَر له"، أي: لأبي طَيبَةَ، "بصاعٍ مِن تمرٍ"، أي: كأجرٍ له على حِجامَتِه، والصَّاعُ: أربعةُ أمدادٍ، والمُدُّ مِقدارُ ما يَملَأُ الكفَّينِ، "وأمَر أهلَه"، أي: أهلَ أبي طَيبةَ والمرادُ بهِم: مُلَّاكُه في الرِّقِّ والعبوديَّةِ، "أن يُخفِّفوا عنه مِن خَراجِه"، أي: يُقلِّلوا ممَّا يَفرِضونه عليه مِن مالٍ يُؤدِّيه لهم؛ وذلك مِن أجل أن يَستمِرَّ في العمَلِ بالحِجامَةِ ولا يُجبِرُه كثرةُ الخرَاجِ أن يتَحوَّلَ عنها، ويَعمَلَ بغَيرِها؛ لِما في الحِجامَةِ مِن فائدةٍ وأهمِّيَّةٍ.