مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه275
حدثنا يزيد، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلي وجهه، وباطنهما، مما يلي الأرض
الدُّعاءُ مِن أهَمِّ العباداتِ الَّتي على المسلمِ الحِرْصُ عليها، وتَحرِّي هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في فِعْلِ تِلك العِبادَةِ؛ لِمَا فيها مِنَ الخُشوعِ والتَّضرُّعِ للهِ.
وفي هذا الحديثِ يَحْكي أنسُ بنُ مالكٍ رضِي اللهُ عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا دَعا جَعَلَ ظاهِرَ كَفَّيْهِ ممَّا يلي وَجْهَهُ"، أي: دَعا رافِعًا يَدَيْهِ، وظاهِرُ الكَفَّيْنِ قريبًا من وَجْهِهِ وناحِيَتَه، "وباطِنَهُما ممَّا يَلي الأرْضَ" بأنْ مدَّ كَفَّيْهِ وهو يَدْعو باسِطًا إيَّاهُما، فكان المرفوعُ إلى السَّماءِ هو ظاهِرُ كَفَّيْهِ وباطِنُ الكَفَّيْنِ تُجاهَ الأرْضِ، وهذا يكونُ في صَلاةِ الاسْتِسْقاءِ، كما بَيَّنَتْهُ رِوايةُ مُسلِمٍ، وفيها: "اسْتَسْقَى، فأَشارَ بظَهْرِ كَفَّيْهِ إلى السَّماءِ"؛ وذلك اسْتِبْشارًا وتَفاؤُلًا بتَقَلُّبِ الأَحْوالِ ظَهْرًا لِبَطْنٍ، وكذا في كُلِّ دُعاءٍ لرَفْعِ بلاءٍ كالقَحْطِ ونحْوِه.
وفي الحديثِ: بيانُ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الدُّعاءِ والتَّضرُّعِ للهِ فيه.
وفيه: رفْعُ الإمامِ يَدَيهِ في صلاةِ الاستسقاءِ دون غيرِها مِن الصلواتِ.