مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه292
حدثنا يحيى، عن سفيان، عن عبد الرحمن بن الأصم قال: سمعت أنسا يقول: " إن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، كانوا يتمون التكبير، يكبرون إذا سجدوا، وإذا رفعوا - قال يحيى: - أو خفضوا "
بَيَّنَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صِفةَ الصَّلاةِ بقَولِه وفِعلِه وتَقريرِه، وقال: صَلُّوا كَما رَأيتُموني أُصَلِّي. وقد رَوى كَثيرٌ مِنَ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم صِفةَ صَلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبَيَّنوا تَفاصيلَها كامِلةً مِنَ التَّكبيرِ حتَّى التَّسليمِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ أنَسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه عن كَيفيَّةِ تَكبيراتِ الانتِقالِ في الصَّلاةِ، وهيَ التي تَكونُ عِندَ الانتِقالِ مِن رُكنٍ إلى رُكنٍ، فيَقولُ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأبا بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ رَضِيَ اللهُ عنهم، كانوا يُتِمُّونَ التَّكبيرَ، أي: يَأتونَ بالتَّكبيرِ عِندَ الانتِقالِ ويواظِبونَ عليه، وفي رِوايةٍ: يُثبِتونَ التَّكبيرَ، يُكَبِّرونَ إذا سَجَدوا، أي: إذا أرادوا السُّجودَ كَبَّروا، وإذا رَفَعوا، أي: رَفعوا مِنَ السُّجودِ كَبَّروا، قال يَحيى، وهو أحَدُ الرُّواةِ: أو خَفَضوا، أي: يُكَبِّرونَ عِندَ خَفضِهم في الرُّكوعِ أوِ السُّجودِ.
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ التَّكبيرِ عِندَ السُّجودِ والخَفضِ والرَّفعِ.