مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه377
مسند احمد
حدثنا عبد الرحمن، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغير عند صلاة (2) الفجر، فيستمع فإن (3) سمع أذانا أمسك، وإلا أغار. قال: فتسمع ذات يوم قال: فسمع رجلا يقول: الله أكبر، الله أكبر. فقال: " على الفطرة ". فقال: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: " خرجت من النار " (1)
الأَذانُ إِعْلامٌ بدُخولِ وَقْتِ كُلِّ صَلاةٍ، وفيه التَّكْبيرُ للهِ، وتَوْحيدُهُ، والحَثُّ على الصَّلاةِ، والإقْبالُ عليها؛ ففيها الفَلاحُ، وتَرْديدُهُ خَلْفَ المُؤَذِّنِ له فضلٌ عظيمٌ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "سَمِعَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَجُلًا وهو في مَسيرٍ له"، أي: في سَفَرٍ "يقولُ: اللهُ أكْبرُ اللهُ أكْبرُ"، أي: بَدَأَ يُؤذِّنُ ويُكبِّرُ ومَعْنى التَّكْبيرِ: أنَّ اللهُ أكْبرُ من كُلِّ شَيْءٍ، "فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: على الفِطْرَةِ"، أي: قال الرَّجُلُ المُؤذِّنُ قَوْلًا مُوافِقًا للفِطْرَةِ، والفِطْرةُ هي الإسلامُ، والأَذانُ شِعارُ أهْلِ الإسلامِ. فقال الرَّجُلُ: "أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ" فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "خَرَجَ مِنَ النارِ"، أي: أنَّه بشَهادَةِ التَّوحيدِ خَرَجَ من النارِ "فاسْتَبَقَ القَوْمُ إلى الرَّجُلِ"، أي: فسَبَقْنا إليه في سُرعَةٍ، لنَعرِفَ مَن هو هذا الرَّجُلُ، "فإذا راعي غَنَمٍ حَضَرَتْه الصَّلاةُ فقامَ يُؤذِّنُ"، أي: صاحِبُ حَيَواناتٍ منَ الماشِيَةِ يَرْعاها، فلمَّا دَخَلَ وقْتُ الصَّلاةِ أذَّن وهو على تِلك الحالِ.
وفي رِوايةِ ابنِ حِبَّانَ "فابْتَدَرْناهُ، فإذا هو صاحِبُ ماشِيَةٍ أَدْركَتْهُ الصَّلاةُ فنادَى بها".