مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه407
مسند احمد
حدثنا بهز، حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت قتادة قال: سألت أنسا، عن شعر النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان شعره رجلا ليس بالجعد، ولا بالسبط، كان بين أذنيه وعاتقه " (1)
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحْسَنَ النَّاسِ خَلْقًا وخُلُقًا، وقد نقل الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم جميعَ أوصافِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ الخِلْقِيَّة منها والخُلُقيَّة.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أَنَسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ الله عنه أنَّ شَعرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَصِلُ إلى مَنْكِبَيْهِ، والمَنْكِبُ: ما بيْن الكَتِفِ والعُنُقِ، وفي روايةٍ أخرى في صحيحِ مسلمٍ: «إلى أنصافِ أُذُنَيْهِ»، وفي روايةٍ أُخرى في الصَّحيحَين: «بيْنَ أُذُنَيْهِ وعاتِقِه»، ويُحمَلُ هذا على اختلافِ الأوقاتِ الَّتِي يَرَاه فيها الرَّاوِي. وهذا مِنْ جَمالِ الخِلقةِ؛ إذ كانَ شَعرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وَسَطًا بيْن الجُعودةِ والسُّبوطةِ، وهذا النَّوعُ مِن الشَّعرِ هو المَحمودُ عندَ النَّاسِ.
وفي الحَديثِ: اتِّخاذُ الشَّعرِ وإكرامُه وتَسريحُه.