كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُ أُمَّتَه الآدابَ الشَّرعيَّةَ عندَ كلِّ مَوقفٍ، ومِن ذلك ذِكرُ اللهِ والتَّعوُّذُ به مِن شُرورِ الشَّياطينِ قبْلَ دُخولِ مَوضعِ قَضاءِ حاجةِ الإنسانِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا أرادَ أنْ يَدخُلَ الخَلاءَ لقَضاءِ حاجَتِه، والخَلاءُ هو اسمٌ يُطلَقُ على كلِّ مَوضِعٍ تُقْضى فيه الحاجةُ؛ بَولًا كان أو غائِطًا، دَعا بقولِه: اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بِكَ، فأَلْجَأُ وأَحْتَمي باللهِ عزَّ وجلَّ، مِن الخُبُثِ -بضَمِّ الباءِ وتَسكينِها- والخَبائِثِ، قيل: معناهُ مِن ذُكورِ الشَّياطينِ وإِناثِهِم، وذلك مِن كَيدِهم وشَرِّهِم، وما يُلْقُون به في النَّفْسِ مِن وَساوِسَ.
وقِيلَ: الخُبثُ هو الشَّرُّ، وقيلَ: الكُفْرُ، وقيلَ: الخُبثُ الشَّياطينُ، والخبائِثُ المَعاصي.