مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه456
مسند احمد
حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يسأل رجل مسلم الله الجنة ثلاثا، إلا قالت الجنة: اللهم أدخله. ولا استجار رجل مسلم الله من النار ثلاثا، إلا قالت النار: اللهم أجره "
إحثَّ الشَّرعُ الحَنيفُ على طلَبِ الجنَّةِ والعمَلِ مِن أجلِ دُخولِها والفَوزِ بنَعيمِها، وبيَّنَ أنَّ ذلك لا يَكونُ إلَّا بالتَّشميرِ والاجتِهادِ في أعمالِ الطَّاعاتِ، وسُؤالِ اللهِ والطَّلَبِ منه الفَوْزَ بها.
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم: "مَن سألَ اللهَ الجنَّةَ ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: مَن دَعا اللهَ طالِبًا الجنَّةَ مُلِحًّا في طلَبِه هذا، "قالَتِ الجنَّةُ: اللَّهمَّ أدخِلْه الجنَّةَ"، أيِ: اللَّهمَّ استَجِبْ له وأجِبْ دُعاءَه وأدخِلْه الجنَّةَ، "ومَن استَجارَ مِنَ النَّارِ ثلاثَ مرَّاتٍ"، أي: ومَن استَعاذَ باللهِ ودَعا اللهَ سائِلًا، وكرَّرَ الدُّعاءَ ثَلاثَ مرَّاتٍ أن يُنجِّيَه مِنَ النَّارِ، "قالَتِ النَّارُ"، أيْ: تكَلَّمَتِ النَّارُ بعدَما سَمِعَت العبدَ يَدْعو اللهَ أن يُنجِّيَه منها: "اللَّهمَّ أجِرْه مِنَ النَّارِ"، أيِ: اللَّهمَّ استَجِبْ له وأجِبْ دُعاءَه وأنجِهِ مِن النَّارِ وأعِذْه مِنْها. ...
وفي الحديثِ: الحَثُّ على سُؤالِ اللهِ الجنَّةَ والاستعاذةِ به مِنَ النَّارِ. ...
وفيه: بَيانُ تَكلُّمِ الجنَّةِ والنَّارِ ودُعائِهما للمُسلِمِ باستِجابَةِ دُعائِه.