مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه465
مسند احمد
حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة، عن يونس بن عبيد، عن أبي قدامة الحنفي، قال: قلت لأنس: بأي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل؟ قال: سمعته سبع مرار " بعمرة وحجة، بعمرة وحجة "
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أحْكامَ الحجِّ والعُمْرَةِ، وبيَّنَها قَوْلًا وفِعْلًا، وكان الصَّحابةُ الكِرامُ يتَّبِعونَهُ، ويَنْقُلونَ إلينا كُلَّ سُنَّتِهِ القَوْليَّةِ والعَمَليَّةِ والتَّقْريريَّةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أَهَلَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: لَبَّيْكَ بعُمْرةِ وحَجَّةٍ"، أي: رَفَعَ صوْتَهُ بالتَّلبيةِ والجَمْعِ بين الحَجِّ والعُمْرةِ معًا قارنًا بينهما في نُسُكٍ واحِدٍ، وكان ذلك في حَجَّةِ الوَداعِ، وقد كان قارِنًا بين الحَجِّ والعُمْرةِ في نُسُكٍ واحِدٍ، وكان معه هدْيُهُ، وكان إهْلالُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بهما جميعًا في نِهايَةِ الأمْرِ، وإلَّا فإنَّه بَدَأَ بالحَجِّ، ثمَّ أدْخَلَ عليه العُمْرةَ، فصار قارِنًا.
وصفَةُ القِرَانِ هُوَ أَنْ يُلَبِّيَ الرَّجُلُ بالحَجِّ والعُمْرَةِ مَعًا مِنَ المِيقَاتِ، فَيَقُولُ: (لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجَّةٍ)، وَيَبْدَأُ بالعُمْرَةٍ نِيَتَّهُ، فَيَجْمَعُ بين عَمَلِ الحَجِّ والعُمْرَةِ في عَمَلٍ واحِدٍ حَتَّى يَطوفَ طَوافَ الإفَاضَةِ، ثُمَّ يَجِبُ عليه ما يَجِبُ على المُتَمَتِّعِ بالعُمْرَةِ إلى الحَجِّ مِنَ الهَدْيِ إنْ تَيَسَّرَ ذلك عليه، أو الصِّيَامُ إنْ لَمْ يَجِدْ هَدْيًا.