مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه512
مسند احمد
حدثنا حسن، وعفان، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن سنان بن ربيعة، عن أنس، قال عفان في حديثه، قال: أخبرنا أبو ربيعة، قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده، قال الله: اكتب له صالح عمله الذي كان يعمله، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه " (1)
فَضْلُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبادِهِ المُؤمِنينَ عَظيمٌ، وفي هذا الحَديثِ يُوضِّحُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صُوَرِ هذا الفَضلِ مِن اللهِ تعالَى، فيُقرِّرُ أنَّه إذا ابْتَلى اللهُ العَبدَ المُسلِمَ بمَرَضٍ، أو ألَمٍ يَمنعُهُ مِن القيامِ بعَمَلِهِ، فصَبَر واحتَسَبَ أجْرَهُ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ؛ فإنَّ اللهَ سُبحانَه بفَضلِه وكَرَمِه يَأمُرُ المَلَكَ الموكَّلَ بالعَبدِ أنْ يَكتُبَ للعَبدِ المَريضِ أجْرَ ما كان يَعمَلُهُ وهو صَحيحٌ مُعافَى، فإنْ شَفاه اللهُ سُبحانَه مِن مَرَضِه، يَكُنْ قدْ غسَلَه وطهَّرَه مِن ذُنوبِه بسبَبِ صَبرِه واحْتِسابِه في مَرَضِه، وإنْ قبَضَه اللهُ وأماتَه بهذا المرَضِ، فإنَّه سُبحانَه يَغفِرُ ذُنوبَه الَّتي ارتَكَبَها في حَياتِه، ويَتفضَّلُ عليه برَحمَتِه سُبحانَه؛ وذلك لأنَّ المرَضَ قدَرٌ مِن اللهِ يَمنَعُ العبدَ العمَلَ، وهو مع رِضاهُ بقَدَرِ اللهِ يُعْطيهِ اللهُ، وهذا مِن رَحْمةِ اللهِ وكَرَمِه على عِبادِه، فيَنبَغي على العَبدِ أنْ يَجتهِدَ في الطَّاعاتِ، ويَبذُلَ الخَيرَ أيَّامَ صِحَّتِهِ، حتَّى إذا عجَز عنِ القيامِ به أجْرى اللهُ ثَوابَهُ عليه.