مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 7
حدثنا هشيم، أخبرنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما خيرت بريرة رأيت زوجها يتبعها في سكك المدينة، ودموعه تسيل على لحيته، فكلم العباس ليكلم فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبريرة: " إنه زوجك "، قالت: تأمرني به يا رسول الله؟ قال: " إنما أنا شافع " قال: فخيرها، فاختارت نفسها وكان عبدا لآل المغيرة، يقال له: مغيث
قَوْلُهُ لَمَّا خُيِّرَتْ : عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ .
يَتْبَعُهَا : مِنْ إِفْرَاطِهِ فِي حُبِّهَا .
فَكَلَّمَ : أَيْ : زَوْجُهَا .
فِيهِ : فِي شَأْنِهِ .
فَاخْتَارَتْ نَفْسَهَا : أَيْ : وَلَمْ تَقْبَلِ الشَّفَاعَةَ ، وَفِيهِ أَنَّهُ لَا إِثْمَ فِي رَدِّ شَفَاعَةِ الصَّالِحِينَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا مَا رَدَّتْ إِلَّا لِأَمْرٍ عَظِيمٍ .
وَكَانَ : أَيْ : زَوْجُهَا .
عَبْدًا : لَا دَلَالَةَ فِيهِ عَلَى كَوْنِهِ عَبْدًا بَاقِيًا عَلَى الرِّقِّ حِينَ خُيِّرَتْ ، وَقَدْ جَاءَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ حُرًّا حِينَئِذٍ ، وَكَذَا جَاءَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا .
وَبِالْجُمْلَةِ : فَمَنْ قَالَ : إِنَّهُ كَانَ حِينَئِذٍ عَبْدًا ، فَيُمْكِنُ أَنَّهُ مَا اطَّلَعَ عَلَى إِعْتَاقِهِ ، فَاعْتَمَدَ عَلَى الْأَصْلِ ، وَمَنْ قَالَ : إِنَّهُ مُعْتَقٌ ، فَمَعَهُ زِيَادَةُ عِلْمٍ ، فَيَنْبَغِي الْأَخْذُ بِحَدِيثِهِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .