حدثنا عبد الرزاق، حدثنا جعفر بن سليمان، قال: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم يكن رطبات، فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء "
أمَر النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم بتَعجيلِ الفِطْرِ عِنْدَ الصيامِ، وفي هذا الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم "كَانَ يُفطِرُ على رُطَبَاتٍ قبلَ أن يُصَلِّيَ"، أي: يَأْخُذُ عددًا مِن الرُّطَباتِ يُفطِرُ عليهِنَّ قبلَ أن يُصَلِّيَ المَغرِبَ، وَهذا مِن باب تعجيلِ الفِطرِ، و"الرُّطَبُ": البَلَحُ وثَمَرُ النَّخْلِ الغَضُّ قبلَ أن يَجِفَّ ويُصبِحَ تَمْرًا، "فإن لم تَكُن رُطَباتٌ"، أي: فإن لم يَجِدْ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم رُطَباتٍ، أفطَرَ على التَّمرِ، "فإن لم تَكُنْ"، أي: فإن لم يَجِدْ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم تَمْرًا، "حسَا حَسَواتٍ مِن ماءٍ"، أي: شَرِب قليلًا مِن الماء، و"الحَسْوَةُ": الجَرْعَةُ مِن الشَّرابِ.
وفي الحديثِ: الحثُّ على المبادرةِ بالفطرِ قَبلَ الصَّلاةِ، ولو برُطَبات أو تَمَرات.
وفيه: أنَّ الأَوْلَى إطعامُ الرُّطبِ عندَ الفطرِ ، فإنْ لم يجِدْ؛ فالأدْنَى ثمَّ الأدْنَى.