مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 1033
مسند احمد
حدثنا عفان، حدثنا شعبة، أخبرني الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم ليلا، فلا يطرقن أهله طروقا»
علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آدابَ السَّفرِ والعودةِ منه، والدُّخولِ على الأهْلِ
كما في هذا الحديثِ الذي يَحكي فيه جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "إذا قَدِمَ أحدُكم ليلًا، فلا يَأتِينَّ أَهْلَه طُروقًا"، والطُّروقُ بالضَّمِّ: المجيءُ باللَّيلِ مِن سَفَرٍ أو غيرِه على غفْلةٍ، ويُقالُ لكلِّ آتٍ باللَّيلِ: طارقٌ، "حتَّى تَستحِدَّ المُغِيبَةُ"، أي: تَستخدِمُ المُوسَى الحديدَ لإزالةِ شَعرِ العانَةِ، والمُغِيبَةُ: الَّتي غاب عنها زَوجُها، "وتَمْتشِطَ الشَّعِثَةُ" أي: لكي تُهَذِّبَ شَعرَ رأْسِها وتُجمِّلَه، والشَّعِثَةُ هي الَّتي تَفرَّقَ شَعرُ رأْسِها، فأصبَحَ قَبيحَ الهيئةِ، والمقصودُ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَعَهم أنْ يُسرِعوا الدُّخولَ على أهْلِيهم، وأمَرَهم أنْ يَنتظِروا إلى اللَّيلِ؛ لكي يُعْطُوا النِّساءَ فُرصةً لكي يَتَجَهَّزْنَ لهم، ويُصْلِحْنَ مِن هَيئتِهِنَّ وشُعورهِنَّ، ويَتجَمَّلْنَ لهم، ويَستعْدِدْنَ لاستقبالِهم