مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 1043
مسند احمد
حدثنا علي بن بحر، حدثنا عيسى، حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من مسلم، ولا مسلمة، ولا مؤمن، ولا مؤمنة، يصيبه مرض إلا حط الله عنه من خطاياه»
أنعَم اللهُ سُبحانَه وتَعالى علَينا بنِعَمٍ كثيرةٍ، حَتَّى جعَل مرَضَنا سببًا في غُفرانِ الذُّنوبِ
وفي هذا الحَديثِ تَقولُ أمُّ العَلاءِ عمَّةُ حِزامِ بنِ حَكيمِ بنِ حِزامٍ: "عادَني"، أي: زارَني "رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم وأنا مريضةٌ"، ثُمَّ بشَّرَها بما هي فيه، "فقال: أبشِري يا أمَّ العلاءِ؛ فإنَّ مرَضَ المسلِمِ يُذهِبُ اللهُ به خَطاياه"، أي: تُغفَرُ ذُنوبُ المسلِمِ بسبَبِ مرَضِه، وضَرَب صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم مَثلًا لذلك، فقال: "كما تُذهِبُ النَّارُ خَبَثَ الذَّهبِ والفِضَّةِ"، والخبَثُ هو ما يقَعُ مِن الذَّهبِ والفِضَّةِ مِن شَوائِبَ إذا أُذيبَا بالنَّارِ، وكأنَّ المُسلِمَ يُنقَّى ويُطهَّرُ مِن ذُنوبِه بالمرَضِ كما يُنقَّى الذَّهبُ والفِضَّةُ مِن شَوائبِهِما بالنَّارِ
وفي الحديث: عِيادةُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه، وزِيارتُه لهم، وتَفقُّدُه لأحوالهم، ودُعاؤُه لهم، وتَبشيرُهم بالخيرِ، وهذا من حُسنِ عِشرته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ