مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 218
مسند احمد
حدثنا إسماعيل يعني ابن علية، حدثنا هشام، ح وعبد الصمد، قال: حدثنا هشام، ح وكثير بن هشام، حدثنا هشام، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تسمى باسمي، فلا [ص:258] يتكنى بكنيتي، ومن تكنى بكنيتي، فلا يتسمى باسمي»
خُصَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببَعضِ الأُمورِ؛ لِمَصلَحةٍ وحِكمةٍ، ومِن ذلك نَهيُهُ أنْ يُجمَعَ بَينَ اسمِه وكُنيَتِه، كما يَقولُ
في هذا الحَديثِ: "مَن تَسَمَّى باسْمي، فلا يَتَكَنَّى -في إحدَى النُّسَخِ بالجَزْمِ (يَتَكَنَّ)،بكُنيَتي، ومَنِ اكتَنَى بكُنيَتي" والكُنيةُ: كُلُّ اسمِ عَلَمٍ يَبدَأُ بِأبٍ أو أُمٍّ، فلا يَتَسَمَّى -في إحدى النُّسَخِ بالجَزْمِ (يَتَسَمَّ)، باسْمي"، وهذا نَهيٌ عنِ الجَمعِ بَينَ الاسمِ والكُنيةِ؛ فيَكونُ اسمُه الذي يُنادَى به مُحمَّدًا، وكُنيَتُه أيضًا كَكُنيةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهي أبو القاسِمِ، وكانَ القاسِمُ أكبَرَ أولادِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وماتَ قَبلَ البَعثةِ، أو بَعدَها. وقيلَ: يَختَصُّ هذا النَّهيُ بزَمانِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. وفي حَديثٍ آخَرَ أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان في السُّوقِ، فسَمِعَ رَجُلًا يَقولُ: يا أبا القاسِمِ. فالتَفَتَ إليه، فقالَ: لم أَعْنِكَ. فقالَ: "سَمُّوا باسْمِي ولا تَكَنَّوْا بكُنيَتي". فقيلَ: يُحمَلُ النَّهيُ على التَّكَنِّي بكُنيَتِه، سَواءٌ اسْمُه مُحمَّدٌ أوْ لا. وقيلَ: كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُكَنَّى أبا القاسِمِ؛ لِأنَّه يَقسِمُ بَينَ النَّاسِ مِن قِبَلِ اللهِ تعالى ما يُوحَى إليه ويُنَزَّلُ عليه، ويُنزِلُهم مَنازِلَهمُ التي يَستَحِقُّونَها مِنَ الشَّرَفِ والفَضلِ، وقَسْمِ الغَنائِمِ، ولم يَكُنْ أحَدٌ منهم يُشارِكُه في هذا المَعنى: مَنَعَ أنْ يُكَنَّى به غَيرُه بهذا المَعنى