مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 228
مسند احمد
حدثنا أبو معاوية، حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن جابر، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فاستسقى ماء، فقال رجل: ألا أسقيك نبيذا؟ قال: «بلى» ، قال: فخرج الرجل يسعى، قال: فجاء بإناء فيه نبيذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا خمرته ولو أن تعرض عليه عودا» ، قال: ثم شرب
هذا الحديثُ فيه الأمرُ بسُنَّةٍ مُهمَّةٍ، وهي تَغطيةُ الآنيَةِ؛ فيروي جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينما أتاهُ أبو حُمَيدٍ رضِيَ اللهُ عنه بقدَحٍ -وهو الوعاءُ- مِن لَبَنٍ، وجاء به مِن النَّقيعِ، وهو: مكانٌ بِوادي العَقيقِ؛ قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ألَّا خَمَّرْتَه، ولو أنْ تَعرُضَ عليه عُودًا»، فحَضَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على تَغطيةِ الإناءِ، ولو بأنْ يضَعَ عليه عُودًا بالعَرْضِ، وهذا إذا لم يَجِدْ ما يُغطِّيه به، كما بيَّن ذلك في حَديثٍ آخَرَ عند مسلمٍ، والأمرُ بتَغطيةِ الآنيةِ شُرِع لعِلَلٍ، وردت في أحاديثَ عند مُسلِمٍ؛ منها: حِمايتُه مِن الوَباءِ، وصِيانتُه مِن الشَّيطانِ أيضًا؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يَكشِفُ غِطاءً، وصِيانتُه مِن النَّجاسةِ والقاذوراتِ، والحشَراتِ والهوَامِّ