مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 355
مسند احمد
حدثنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمرو، حدثنا سعيد، عن جابر بن عبد الله قال: «كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، فآخذ بيدي قبضة من حصى، فأجعلها في يدي الأخرى حتى تبرد، ثم أسجد عليها من شدة الحر» [ص:387]، قال عبد الله: «وكان في كتاب أبي، عن سعيد، عن أبي سعيد، فضرب أبي عليه لأنه خطأ، وإنما هو سعيد بن الحارث أخطأ ابن بشر»
في هذا الحَديثِ بَيانُ ما كان عَليه حالُ الصَّحابةِ مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مُحافظَتِهم على الصَّلواتِ في أوقاتِها ولو كان الوقتُ شَديدَ الحَرِّ، فكانوا يُصَلُّونَ مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صَلاةَ الظُّهرِ في أوَّلِ وقتِها عِندَ شِدَّةِ الحَرِّ، حتَّى كانوا يُبَرِّدونَ الحَصى التي يَسجُدونَ عَليها ليَقيَهم منَ الحَرِّ، يَقولُ جابرٌ رَضِيَ اللهُ عنه: إنَّه كان يَأخُذُ بيَدِه مَجموعةً منَ الحَصى، وكان الحَصى حارًّا، ثمَّ يَنقُلُها إلى يَدِه الأخرى حتَّى تَبرُدَ حتَّى يَسجُدَ عَليها فلا تُلامِسَ جَبهَتُه الحَرَّ
وفي الحَديثِ تَعجيلُ صَلاةِ الظُّهرِ
وفيه أنَّ السُّجودَ يَكونُ على الجَبهةِ
وفيه أنَّ العَمَلَ اليسيرَ لا يُبطِلُ الصَّلاةَ
وفيه مُراعاةُ الخُشوعِ في الصَّلاةِ؛ لأنَّهم فعَلوا ذلك لإزالةِ التَّشويشِ من حَرارةِ الأرضِ
وفيه أنَّ الصَّحابةَ كانوا يُصَلُّونَ على الأرضِ، وأنَّ المَسجِدَ لم يَكُنْ فيه حَصيرٌ