مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 449
مسند احمد
حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، حدثني جابر بن عبد الله، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب زمان الفتح أن يأتي البيت وهو بالبطحاء، فيمحو كل صورة فيه، ولم يدخله حتى محيت كل صورة فيه»
حرَصَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم على تطْهيرِ الكعْبَةِ من الشِّرْكِ، وأفعالِهِ، وجميعِ المنهيَّاتِ حتَّى تَعودَ كهيْئتِها الأصليَّةِ مَكانًا لعِبادةِ اللهِ وحدَه
وفي هذا الحَديثِ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أمَرَ عمرَ بنَ الخطَّابِ، "زمَنَ الفتْحِ"، أي: فتْحِ مكَّةَ، "وهو بالبَطْحاءِ"، والبطحاءُ مَكانٌ بمكَّةَ، ويسمَّى المَسيلَ أيضًا، "أنْ يأتِيَ الكعبَةَ فيَمْحو كلَّ صورةٍ فيها"، أي: كلَّ صورَةٍ مدْهونَةٍ أو مرْسومَةٍ في جِدارِها من الدَّاخِلِ أو مَخْروطَةٍ ومُجسَّمَةٍ؛ كالتَّماثِيلِ، "فلمْ يدْخُلْها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، حتَّى مُحيَتْ كلُّ صُورةٍ فيها"، أي: دخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الكعبَةَ بعْد محْوِ الصُّوَرِ، وإخراجِ ما فيها من التَّماثيلِ؛ كما في حَديثٍ آخَرَ
وأمَّا ما ورَدَ أنَّه لمَّا دخَلَ الكعبَةَ فوجَدَ صورَةً، فجعَلَ يمْحُوها بالماءِ؛ فهذا لعلَّه من المتبَقِّي من آثارِها ممَّا خفِيَ على مَن ابتَدَأَ محْوَها؛ وهو عمَرُ رضِيَ اللهُ عنه بأمْرِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
وفي الحَديثِ: الأمرُ بمحوِ صُورِ ذواتِ الأرواحِ، وخُصوصًا ما كان سببًا للشَّركِ باللهِ تعالى