مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 448
مسند احمد
حدثنا حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يستنجى ببعرة، أو بعظم»
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ الصَّحابةَ ويُبيِّنُ لهم ما يَنفَعُهم في دِينِهم ودُنْياهم، حتَّى في أمورِ الاستِنْجاءِ؛ فقدْ بيَّنَ لهم ما يَستَنْجون به، وما لا يَنْبَغي الاستِنْجاءُ به
وفي هذا الحديثِ يَحكِي عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ أنَّ "وفدًا مِن الجنِّ"، أي: جماعةً مِن الجِنِّ "قَدِم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، وطلَبوا مِنه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم طَلبًا، "فقالوا: يا محمَّدُ، انْهَ أمَّتَك أنْ يَستَنْجوا بعَظْمٍ أو رَوْثةٍ"، وهي: رَجِيعُ الدَّوابِّ ورَوْثُها، "أو حُمَمَةٍ"، وهي: الفَحْمُ وما يَحترِقُ مِنَ الخشَبِ؛ "فإنَّ اللهَ تَعالى جعَل لَنا فيها"، أي: مِن هذه الأشياءِ "رِزقًا" وطَعامًا، والاستِنْجاءُ بها يُفسِدُ علَيهِم طَعامَهم، "فنَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن ذلك"، أي: نَهَى عن الاستِنْجاءَ بهذه الأشياءِ
وقد ورَد في صَحيحِ مُسلمٍ، عن ابنِ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه أيضًا أنَّ الجِنَّ لَمَّا أتَى وَفدُهم إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سَأَلوه الزَّادَ، فَقالَ لهمُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عليهِ يَقَعُ في أيدِيكُم أَوفَرَ ما يَكونُ لَحمًا، وكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوابِّكم، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: فلَا تَستَنْجوا بِهمَا؛ فَإنَّهما طَعامُ إخْوَانِكم"