مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 518
مسند احمد
حدثنا حسين بن محمد، حدثنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن عطاء، عن جابر، قال: «كنا نصيب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغانمنا من المشركين الأسقية، والأوعية فنقتسمها، وكلها ميتة»
كان الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم يُجاهِدونَ مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الكُفَّارَ فيَغنَمونَ مِنهمُ الغَنائِمَ مِنَ الأموالِ والمَتاعِ وغَيرِها
وأحيانًا يَكونُ في هذه الغَنائِمِ بَعضُ أوعيةِ المُشرِكينَ التي يَستَعمِلونَها في الأكلِ أوِ الشُّربِ، فكان المُسلمونَ يَأخُذونَها في الغَنائِمِ، يَقولُ جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه: كُنَّا نُصيبُ، أي: نَأخُذُ ونَحنُ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مَغانِمِنا، أي: فيما نَغنَمُه مِنَ المَتاعِ مِنَ المُشرِكينَ، الأسقِيةَ. جَمعُ سِقاءٍ، وهو ما يُتَّخَذُ للشُّربِ، والأوعيةُ جَمعُ وِعاءٍ، وهو ما يُتَّخَذُ للأكلِ، فيُقَسِّمُها، أي: يُقسِّمُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تلك الأسقِيةَ والأوعيةَ على الصَّحابةِ، وكُلُّها مَيتةٌ، أي: كُلُّ تلك الأوعيةِ والأسقيةِ مِن جُلودِ المَيتةِ. والمَعنى: أنَّه لا عِبرةَ بذَبحِ المُشرِكينَ؛ فإنَّ دِباغةَ جُلودِ المَيتةِ تُطَهِّرُها
وفي الحَديثِ مَشروعيَّةُ استِعمالِ أواني المُشرِكينَ