مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 620
مستند احمد
حدثنا علي بن عياش، حدثنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن جابر بن عبد الله، أن أميرا من أمراء الفتنة قدم المدينة، وكان قد ذهب بصر جابر، فقيل لجابر: لو تنحيت عنه، فخرج يمشي بين ابنيه فنكب، فقال: تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابناه - أو أحدهما -: يا أبت، وكيف أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مات، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أخاف أهل المدينة، فقد أخاف ما بين جنبي»
عبَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن حُبِّه لأهلِ المدينةِ، وأوْصَى بهم كلَّ المسلمينَ، كما أوصى بهم الأُمراءَ مِن بعدِه
وفي هذا الحَديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن أخاف أهلَ المدينةِ"، أي: مَن جعَلَهم يَخافون، "فقد أخاف ما بيْن جَنبيَّ"، أي: فقد أخافَني؛ لأنَّ بيْن جَنبَيه قلْبَه، والقلبُ مَحلُّ المخافةِ، وأخاف قلْبَه ورُوحَه ونفْسَه، وقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك؛ لأنَّهم جِيرانُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهذا لم يَرِدْ نَظِيرُه لِبُقعةٍ سِوى المدينةِ، ولذلك يَتعيَّنُ على الناسِ مَحبَّةُ أهلِ المدينةِ وسُكَّانِها، وقُطَّانِها وجِيرانِها، وتعظيمُهم
وفي الحديثِ: تَحذيرٌ مِن إيذاءِ أهلِ المدينةِ أو بُغضِهم