مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم 205
حدثنا يزيد، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن الحكم بن ميناء، عن ابن عمر، وابن عباس أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال وهو على أعواد المنبر: " لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات، أو ليختمن الله عز وجل على قلوبهم، وليكتبن من الغافلين "
الجمعة شأنها عظيم في الإسلام، وقد أوجب الله تعالى على الرجال المقيمين الخروج إليها إذا أذن المؤذن داعيا إليها، وحضهم على شهودها، وحذر من التهاون فيها، كما في هذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات»، أي: تركهم صلاة الجمعة والتخلف عنها؛ تهاونا وتكاسلا من غير عذر، فإن لم يمتثلوا ويحضروا صلاة الجمعة؛ فإن الله يختم على قلوبهم؛ بأن يطبع عليها ويغطيها، ويمنعها لطفه وفضله، ويجعل فيها الجهل والجفاء والقسوة، «ثم ليكونن من الغافلين» عن اكتساب ما ينفعهم من الأعمال، وعن ترك ما يضرهم منها، فيكونون من جملة من استولت عليهم الغفلة، ونسوا الله، فنسيهم. وهذا من أعظم الزواجر عن ترك الجمعة، والتساهل فيها