مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 758
مسند احمد
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: جاء أبو حميد الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن يحمله مكشوفا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا كنت خمرته، ولو بعود تعرضه عليه»
هذا الحديثُ فيه الأمرُ بسُنَّةٍ مُهمَّةٍ، وهي تَغطيةُ الآنيَةِ؛ فيروي جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حِينما أتاهُ أبو حُمَيدٍ رضِيَ اللهُ عنه بقدَحٍ -وهو الوعاءُ- مِن لَبَنٍ، وجاء به مِن النَّقيعِ، وهو: مكانٌ بِوادي العَقيقِ؛ قال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ألَّا خَمَّرْتَه، ولو أنْ تَعرُضَ عليه عُودًا»، فحَضَّه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على تَغطيةِ الإناءِ، ولو بأنْ يضَعَ عليه عُودًا بالعَرْضِ، وهذا إذا لم يَجِدْ ما يُغطِّيه به، كما بيَّن ذلك في حَديثٍ آخَرَ عند مسلمٍ، والأمرُ بتَغطيةِ الآنيةِ شُرِع لعِلَلٍ، وردت في أحاديثَ عند مُسلِمٍ؛ منها: حِمايتُه مِن الوَباءِ، وصِيانتُه مِن الشَّيطانِ أيضًا؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يَكشِفُ غِطاءً، وصِيانتُه مِن النَّجاسةِ والقاذوراتِ، والحشَراتِ والهوَامِّ