مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 826
مسند احمد
حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من جنابة يصب على رأسه ثلاث حفنات» فقال له الحسن بن محمد: إن شعري [ص:292] كثير قال: «يا ابن أخي، كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أكثر من شعرك، وأطيب»
كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الطَّهارَةَ ويُداوِمُ علَيها، وكانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرًا ما يُعلِّمُ أصْحابَهُ كَيفيَّةَ الطَّهارةِ وماهِيَّتَها
وفي هذا الحديثِ تُخبِرُ أمُّ المؤمنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذا أرادَ أنْ يَتَطهَّرَ ويَغْتسِلَ مِنَ الجَنابةِ -وتُطلَقُ الجَنابةُ على كُلِّ مَن أَنزَلَ المَنِيَّ أو جامَعَ، وسُمِّيَ بذلك لاجتِنابِه الصَّلاةَ والعباداتِ حتَّى يَطَّهَّرَ مِنها- بدَأَ بِغَسلِ يَديهِ قبْلَ إدْخالِها في الماءِ بأنْ يَصُبَّ عليها ويَغسِلَها أوَّلًا، ثمَّ بعدَ ذلك يَتوضَّأُ كأنَّه يَتوضَّأُ للصَّلاةِ وُضوءًا كامِلًا، ثمَّ بعدَ ذلكَ يُدخِلُ أصابِعَه في الماءِ، فيُدخِلُ الماءَ إلى فَروةِ الرَّأسِ؛ ليُلامِسَ البَشَرةَ والجِلدَ، ثمَّ يصُبُّ على رَأسِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بمِلْءِ يَدِه مِن الماءِ، ثمَّ بعْدَ ذلك يصُبُّ الماءَ على جِسمِه كلِّهِ، فيَجعَلُ الماءَ يَعُمُّ سائرَ جِلدِهِ
وفي الحَديثِ: بَيانُ هَدْيِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الاغتِسالِ مِن الجَنابةِ
وفيه: بَيانُ أنَّ التَّطهُّرَ والتَّنظُّفَ مِن سِماتِ الإسلامِ والمسلِمينَ
وفيه: أنَّ القليلَ مِن الماءِ يَكفِي للغُسلِ مِن الجَنابةِ