مسند سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل رضي الله عنه 4
حدثنا يحيى بن سعيد، عن صدقة بن المثنى، حدثني رياح بن الحارث: أن المغيرة بن شعبة (1) كان في المسجد الأكبر، وعنده أهل الكوفة عن يمينه، وعن يساره، فجاءه رجل يدعى سعيد بن زيد، فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير. فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة، فسب وسب، فقال: من يسب هذا يا مغيرة؟ قال: يسب علي بن أبي طالب، قال: يا مغير بن شعب، يا مغير بن شعب ثلاثا، ألا أسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك؟ لا تنكر ولا تغير، فأنا أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني لم أكن أروي عنه كذبا يسألني عنه إذا لقيته، أنه قال: " أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي في الجنة، وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن في الجنة، وسعد بن مالك في الجنة، وتاسع المؤمنين في الجنة " لو شئت أن أسميه لسميته، قال: فضج أهل المسجد يناشدونه يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من التاسع؟ قال: ناشدتموني بالله، والله عظيم (2) أنا تاسع المؤمنين ورسول الله صلى الله عليه وسلم، العاشر، ثم أتبع ذلك يمينا، قال: والله لمشهد شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، أفضل من عمل أحدكم. ولو عمر عمر نوح عليه السلام (1)
قَوْلُهُ يُدْعَى سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ : عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ .
فَحَيَّاهُ : مِنَ التَّحِيَّةِ .
يُسَبُّونَ: عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ .
وَتَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ : لَمْ يُذْكَرْ فِي شَيْءٍ مِنْ رِوَايَاتِ هَذَا الْحَدِيثِ الْمَذْكُورَةِ
فِي الْمُسْنَدِ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي جُمْلَةِ الْعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ ، بَلْ سَوْقُ بَعْضِهَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِهِ ،
وَإِنَّمَا هُوَ مَذْكُورٌ فِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ كَمَا سَيَجِيءُ .
وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ مَاجَهْ ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ أَبَا عُبَيْدَةَ ، وَكَذَا أَبُو دَاوُدَ ذَكَرَ لَهُ رِوَايَاتٍ لَمْ يَذْكُرْ فِيهَا أَبَا عُبَيْدَةَ ، إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ التِّرْمِذِيِّ لِهَذَا الْحَدِيثِ ذِكْرُ أَبِي عُبَيْدَةَ ، فَلْيُتَأَمَّلْ ،
وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
يُغَبَّرُ : مِنَ التَّغْبِيرِ بِالْمُوَحَّدَةِ عَلَى بِنَاءِ الْفَاعِلِ ، وَضَمِيرُهُ لِلرَّجُلِ ، أَوْ عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ ، وَلَا ضَمِيرَ فِيهِ ، بَلْ نَائِبُ الْفَاعِلِ هُوَ الْوَجْهُ .
وَلَوْ عُمِّرَ : مِنَ التَّعْمِيرِ عَلَى بِنَاءِ الْمَفْعُولِ .