مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 410
حدثنا حسن يعني ابن موسى، حدثنا حماد بن سلمة، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أبي العالية، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا حزبه أمر، قال: " لا إله إلا الله الحليم العظيم، لا إله إلا الله رب العرش الكريم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم " ثم يدعو
واجب المسلم إذا وقع في كربة أو ضاقت به الدنيا أن يفزع إلى الله ربه وإلهه ومولاه؛ فهو وحده القادر على كشف الهم والغم، والدعاء من أسباب رفع البلاء
وفي هذا الحديث يروي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عندما يشعر باشتداد الغم عليه، واستيلائه على نفسه الشريفة: «لا إله إلا الله» أي: لا معبود بحق إلا الله «العظيم» القدر، الجليل الشأن في ذاته وصفاته وأفعاله، «الحليم» الذي لا يعاجل العاصي بالعقوبة، بل يؤخرها، وقد يعفو عنه مع القدرة عليه؛ فهو القادر سبحانه على كل شيء، ثم يكمل دعاءه فيقول: «لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض»، أي: لا معبود بحق إلا الله جل جلاله، خالق العرش العظيم الكريم، وخالق السموات والأرض، وخالق كل شيء فيهما، ومالكه، ومصلحه، والمتصرف فيه كيف شاء، وكما شاء،، «رب العرش الكريم»، والعرش: عرش الرحمن الذي استوى عليه جل جلاله، وهو أعلى المخلوقات وأكبرها وأعظمها، وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه عظيم وبأنه كريم، أي: وبالعظمة من جهة الكمية، وبالحسن من جهة الكيفية
وهذا الدعاء مشتمل على توحيد الإلهية والربوبية، ووصف الرب سبحانه بالعظمة والحلم، وعظمته المطلقة تستلزم إثبات كل كمال له، وسلب كل نقص عنه، وحلمه يستلزم كمال رحمته وإحسانه إلى خلقه؛ فإذا علم القلب هذا وتحققه أحب الله تعالى وأجله، فحصل له من الابتهاج واللذة والسرور ما يدفع عنه ألم الكرب والهم