مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 737
حدثنا أبو عمر الضرير، أخبرنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما كانت الليلة التي أسري بي فيها، أتت علي (3) رائحة طيبة، فقلت: يا جبريل، ما هذه الرائحة الطيبة؟ فقال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها ". قال: " قلت: وما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم، إذ سقطت المدرى من يديها، فقالت: بسم الله. فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟
قالت: لا، ولكن ربي ورب أبيك الله. قالت: أخبره بذلك قالت: نعم. فأخبرته فدعاها، فقال: يا فلانة، وإن لك ربا غيري؟ قالت: نعم، ربي وربك الله. فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة. قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد، وتدفننا. قال: ذلك لك علينا من الحق ". قال: " فأمر بأولادها فألقوا بين يديها، واحدا واحدا، إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع، كأنها تقاعست من أجله، قال: يا أمه، اقتحمي، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، فاقتحمت " قال: قال ابن عباس: " تكلم أربعة صغار: عيسى ابن مريم عليه السلام، وصاحب جريج، وشاهد يوسف، وابن ماشطة ابنة فرعون " (1)
قَوْلُهُ "إِذْ سَقَطَتِ الْمِدْرَى": - بِكَسْرِ مِيمٍ وَسُكُونِ دَالٍ آخِرُهُ أَلِفٌ مَقْصُورَةٌ - : مَا يُسَوَّى بِهِ شَعْرُ الرَّأْسِ
"أَبِي": أَيْ: تُرِيدِينَ بِذَلِكَ أَبِي
"فَأَمَرَ بِبَقَرَةٍ مِنْ نُحَاسٍ": فِي "النِّهَايَةِ": قَالَ الْحَافِظُ ابْنُ مُوسَى: الَّذِي يَقَعُ لِي فِي مَعْنَاهُ: أَنَّهُ لَا يُرِيدُ شَيْئًا مَصْنُوعًا عَلَى صُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَلَكِنَّهُ رُبَّمَا كَانَتْ قِدْرًا كَبِيرَةً وَاسِعَةً، فَسُمِّيَتْ بِقُرَّةً; مِنَ التَّبَقُّرِ، وَهُوَ التَّوَسُّعُ، أَوْ كَانَ شَيْئًا يَسَعُ بَقَرَةً تَامَّةً بِتَوَابِلِهَا، فَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ
"تَقَاعَسَتْ": تَأَخَّرَتْ
"أَرْبَعَةٌ صِغَارٌ": قَدْ جَاءَ غَيْرُهُمْ; كَالَّذِي قَالَ لِأُمِّهِ حِينَ قَالَتِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ وَلَدِي مِثْلَ هَذَا، فَقَالَ: لَا تَجْعَلُنِي مِثْلَهُ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ
وَفِي "الْمَجْمَعِ": فِيهِ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ، ثِقَةٌ، لَكِنَّهُ اخْتَلَطَ