مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم 74
حدثنا سفيان، عن عمرو، عن أبي معبد (1) ، عن ابن عباس، قال: " ما كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا بالتكبير "
كان الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم حَريصينَ على اتِّباعِ هَديِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في كلِّ شَيءٍ ونَقلِه لِمَن بعْدَهم، وكان مِن هَديِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَحْبِه الذِّكْرُ بعْدَ الصَّلَواتِ المكتوبةِ، ورفْعُ الصَّوتِ به
وفي هذا الحَديثِ يَروي أبو مَعبَدٍ مَوْلى عبدِ الله بنِ عبَّاسٍ أنَّ ابنَ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما أخبَره
وقال له: إنَّ رفْعَ الصَّوتِ بالذِّكرِ ممَّا ورَد عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أذكارٍ وأدعيةٍ عَقِبَ الصَّلاةِ، مِن استِغفارٍ وتسبيحٍ وتحميدٍ وتكبيرٍ، حينَ يَنصرِفُ النَّاسُ مِن المكتوبةِ، كان مَوجودًا ومعمولًا به على عَهدِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والمرادُ بالانصرافِ: التَّسليمُ، وكان ابنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما يعلَمُ انصرافَ النَّاسِ مِن الصَّلاةِ إذا سمِع الذِّكرَ، وهذا لبيانِ مشروعيَّةِ الجَهرِ بالذِّكرِ عقِبَ الصَّلاةِ
وقد حُمِل هذا الحديثُ على أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنَّما جهَر لِيُعلِّمَهم صِفةَ الذِّكرِ، لا أنَّه كان دائمًا