مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 791
حدثنا حجاج، أخبرنا ليث، حدثنا عمرو بن الحارث، عن بكير بن عبد الله، عن شعبة، مولى ابن عباس، أو كريب (3) مولى ابن عباس، أن عبد الله بن عباس، مر بعبد الله بن الحارث بن أبي ربيعة وهو يصلي مضفور الرأس، معقودا من ورائه، فوقف عليه، فلم يبرح يحل عقد رأسه، فأقر له عبد الله بن الحارث حتى فرغ من حله، ثم جلس، فلما فرغ ابن الحارث من الصلاة، أتاه، فقال: علام صنعت برأسي، ما صنعت (1) آنفا؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " مثل الذي يصلي ورأسه معقود من ورائه، كمثل الذي يصلي مكتوفا " (2)
هذا الحديث يوضح جانبا من النواهي النبوية عن بعض الهيئات التي في الصلاة؛ وفيه: أن عبد الله بن عباس- وهو حبر الأمة- "رأى عبد الله بن الحارث يصلي ورأسه معقوص من ورائه"، أي: وشعره ملفوف ومربوط من ورائه في وسط رأسه، "فقام عبد الله بن عباس فجعل يحله"، أي: قام خلف عبد الله بن الحارث وهو يصلي، وبدأ يحل شعره المربوط خلف رأسه، فلما انصرف عبد الله بن الحارث وانتهى من صلاته، أقبل إلى ابن عباس، فقال: "ما لك ورأسي؟!" وكأنه استنكر هذا الفعل من ابن عباس، فاستفسر عنه، فقال ابن عباس: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما مثل هذا مثل الذي يصلي وهو مكتوف"، أي: إن الذي يصلي وشعره مربوط مثل الذي يصلي ويداه مربوطتان ومشدودتان إلى كتفه؛ وذلك لأن الشعر الطويل يسجد مع الرأس؛ فيأخذ صاحبه أجر سجوده
وفي الحديث: الزجر عن ربط الشعر الطويل عند الصلاة
وفيه: بيان قيام العالم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيده