مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 912
حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين: أن جنازة مرت بالحسن، وابن عباس، فقام الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أما قام (1) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: " قام، وقعد " (2)
احترام الروح الإنسانية التي أودع الله فيها سر الحياة هو تعظيم لخالقها سبحانه وتعالى
وفي هذا الحديث يخبر التابعي محمد بن سيرين: "أن جنازة مرت بالحسن بن علي وابن عباس، فقام الحسن، ولم يقم ابن عباس"، أي: وقف لها الحسن رضي الله عنه عند مرور الجنازة عليهما، وظل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما جالسا، والجنازة: اسم للميت في النعش، قال الحسن لابن عباس رضي الله عنهم: "أليس قد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم لجنازة يهودي؟"، أي: إن الحسن وقف للجنازة لوقوف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: "نعم، ثم جلس"، أي: وكان جلوس ابن عباس اتباعا للنبي صلى الله عليه وسلم، ومقتضى الأحاديث الواردة في قيام النبي صلى الله عليه وسلم للجنازة تبين أن قيامه كان للملائكة المصاحبة للجنازة، وكذلك لتعظيم أمر الموت، وتعظيما لأمر النفس والروح التي قبضتها الملائكة
وقد جاء في سنن النسائي، عن ابن عباس: أنه "قام لها ثم قعد"؛ فقيل: إن هذا ينسخ قيام النبي صلى الله عليه وسلم لجنازة اليهودي، وقيل: إن هذا الأمر ليس بنسخ، ولكن هو للدلالة على أن القيام ليس على الوجوب
وفي الحديث: تعظيم أمر الموت
وفيه: بيان حرص الصحابة رضي الله عنهم على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، كل بما رأى وسمع