مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 914
حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني إسماعيل بن أمية، عن رجل، عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الشراب أطيب؟ قال: " الحلو البارد " (2)
الزهد الحقيقي لا يستلزم ضيق المعيشة، أو أن يحرم المسلم نفسه ما أحله الله، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم جامعا بين الزهد في الدنيا وبين حب الأمور الطيبة منها
وفي هذا الحديث تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "كان أحب الشراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الحلو"، أي: الماء العذب، وقيل: المخلوط بالعسل، أو الذي يكون فيه التمر والزبيب، "البارد"، أي: يمتاز بصفة البرودة؛ وذلك لأن فيه فائدة وما يطفئه من حرارة الجسم، ويكون داعيا لشكر الله تعالى على هذه النعمة، وقد ثبت في الروايات: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينبذ له في الماء حتى يكسر ما به من ملوحة، والتي عرف بها ماء المدينة