مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 937
حدثنا يزيد، أخبرنا عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: " كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مكحلة، يكتحل بها عند النوم ثلاثا في كل عين (1)
كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالتداوي كسبب من أسباب الشفاء؛ حفاظا على الصحة والسلامة من الأمراض، وفي هذا الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن خير ما تداويتم به اللدود"، واللد: دواء يوضع في جانب الفم، "والسعوط"، وهو دواء يوضع في الأنف، "والحجامة"، إخراج بعض الدم من الجسم بتشريط موضع معين مع سحب هذا الدم الخارج، بواسطة المحجم وهو آلة أو إناء يشبه القمع، "والمشي"، والمراد به: ما يؤكل أو يشرب لإطلاق البطن، قيل: وإنما سمي الدواء مشيا؛ لأنه يحمل شاربه على المشي والتردد إلى الخلاء
"وخير ما اكتحلتم به الإثمد"، أي: خير أنواع الكحل نوع يسمى الإثمد، وهو: حجر أسود يميل إلى الحمرة، يكون في بلاد الحجاز وأجوده يؤتى به من أصبهان؛ "فإنه"، أي: الكحل، "يجلو البصر"، أي: يحافظ على العين ويقويها وينفعها ويزيد من إبصارها، "وينبت الشعر"، أي: شعر الجفن؛ فإنه يساعد على إنباته.
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له مكحلة"، أي: الأداة مثل القنينة والزجاجة، التي يكون فيها الكحل، "يكتحل بها عند النوم ثلاثا في كل عين"، أي: ثلاث مرات في اليمنى وثلاث مرات في اليسرى
وفي الحديث: إخبار النبي صلى الله عليه وسلم ببعض أمور الطب
وفيه: فضل التداوي باللدود والسعوط والحجامة، والحث على استعمال الكحل