مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما 125
مسند احمد
حدثنا زيد بن الحباب، من كتابه حدثنا عبد الرحمن بن شريح، سمعت (2) شراحيل (3) بن يزيد المعافري، أنه سمع محمد بن هدية الصدفي، قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أكثر منافقي أمتي قراؤها " (1)
حَذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من النِّفاقِ كُلِّه؛ لأنَّه يُورِدُ صاحِبَه المَهالِكَ، وهو من صِفاتِ غيْرِ المُؤْمِنينَ. وفي هذا الحديثِ يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أكْثَرُ مُنافِقي أُمَّتي قُرَّاؤُها" وهم الذين يَحْفَظونَ القُرْآنَ ويَقرَؤونَه ويُقرِئونَه غيرِهم لأجْلِ الدُّنيا، لا لأجْلِ الآخِرَةِ وما عندَ اللهِ تعالى، وهذا مِن النِّفاقِ العَمَليِّ، وهو التَّصنُّعُ ببَعْضِ الأعْمالِ الدِّينيَّةِ لنَيْلِ الدُّنْيا، كعَمَلِ بعْضِ القُرَّاءِ المُتَّصلينَ بأهْلِ الدُّنْيا ومُلوكِها الطالِبينَ لِمَا في أيْديهم. وليس المُرادُ كُلَّ القُرَّاءِ؛ فقد يكونُ من بعْضِهم قِلَّةُ الإخْلاصِ في العَمَلِ، والتَّبرُّؤُ من الرِّياءِ والسُّمْعةِ، ولكنْ لا يُوجِبُ ذلك أنْ يكونَ مَن فَعَلَ شيئًا من ذلك من غيْرِ اعتيادٍ له منافِقًا .