‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما359

مسند احمد

‌‌مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما359

حدثنا أسود بن عامر، حدثنا أبو بكر يعني ابن عياش، قال دخلنا على أبي حصين نعوده، ومعنا عاصم، قال: قال أبو حصين لعاصم: تذكر حديثا حدثناه القاسم بن مخيمرة؟ قال: قال: نعم، إنه حدثنا (1) يوما عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا اشتكى العبد المسلم، قيل للكاتب الذي يكتب عمله: اكتب له مثل عمله إذ كان طليقا، حتى أقبضه أو أطلقه " (2) قال أبو بكر: " حدثنا به عاصم وأبو حصين جميعا "

عِبادةُ اللهِ لا بُدَّ أنْ تكونَ عِبادةً شرعيَّةً؛ حتَّى تكونَ مقبولةً عندَ اللهِ، وإذا كان العبْدُ مُتَّبِعًا للسُّنَّةِ في عِبادتِه، ومُجتهِدًا في حالِ صِحَّتِه، فإنَّ اللهَ سُبحانه -بفضْلِه- يَكتُبُ له نفْسَ أجْرِ عمَلِه إذا مَرِضَ ولم يَقدِرْ على العِبادةِ. وهذا الحديثُ فيه بيانُ لهذه المعاني؛ حيثُ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنَّ العبْدَ إذا كان على طريقةٍ حَسنةٍ"، أي: على جِهَةِ المُتابعةِ الشَّرعيَّةِ، "مِن العِبادةِ"، أي: بأيِّ نوعٍ مِن أنواعِ العِبادةِ مِن النَّوافلِ بعدَ قِيامِه بالفرائضِ، "ثمَّ مَرِضَ"، أي: مرِضَ وضعُفَ ولم يَقدِرْ على أداءِ تلك العِبادةِ، "قِيل للمَلَكِ المُوكَّلِ به"، أي: قال اللهُ تعالى للمَلَكِ صاحبِ الحَسناتِ، "اكتُبْ مِثْلَ عَمَلِه إذا كان طليقًا حتَّى أُطْلِقَه"، أي: اكتُبْ له أجْرَه مدَّةَ مَرَضِه مِثْلَ أنْ كان صحيحًا لم يُقيِّدْه المرضُ عن العملِ، إلى أنْ يُشْفَى مِن مَرَضِه ويُرفَعَ عنه قيدُ المرضِ، "أو أَكْفِتَهُ إليَّ"، أي: أقْبِضَه وأضُمَّه إلى القبرِ.

 وفي الحَديثِ: الحثُّ على مُداومةِ الطَّاعةِ بطريقةٍ شرعيَّةٍ.

 وفيه: بيانُ فَضْلِ اللهِ على عِبادِه؛ حيث يُكتَبُ لمُعتادِ العِبادةِ في صحَّتِه الأجْرُ حالَ مَرَضِه.