مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما406
مسند احمد
حدثنا سريج، حدثنا عبد الله بن المؤمل، عن عطاء بن أبي رباح، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي الركن يوم القيامة أعظم من أبي قبيس، له لسان وشفتان "
إنَّ اللهَ تعالى له مُطلَقُ القدْرةِ، ولا يُعجِزُه شيءٌ سبحانَه، وهو قادِرٌ على أنْ يبعَثَ في الجَماداتِ الحياةَ، ويجعَلَ لها بصَرًا ولِسانًا.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في الحَجرِ"، أي: الحَجرِ الأسودِ الموجودِ في البيتِ الحرامِ، ومكانُه في الرُّكْنِ الجَنوبيِّ الشَّرقيِّ للكعبَةِ المشرَّفةِ مِن الخارِجِ، وهو في غِطاءٍ مِن الفِضَّةِ في أيَّامِنا هذه: "واللهِ ليَبعثنَّه اللهُ يومَ القِيامةِ"، أي: ليجعَلنَّه اللهُ يومَ القِيامةِ ظاهِرًا، ويَجعَلنَّ فيه حياةً، "له عَينان يُبصِرُ بهما"، أي: يُعطِيه اللهُ عينَين يُبصِرُ بهما مَن الْتمَسه، ومَن قبَّله، "ولِسانٌ يَنطِقُ به"، أي: يتَكلَّمُ به، "يَشهَدُ على مَن استلَمه بحقٍّ"، أي: أشار إليه أو قبَّله بحَقٍّ، والحقُّ ما كان يفعَلُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بالإخلاصِ والتَّعبُّدِ للهِ عزَّ وجلَّ، ولا يكونُ استِلامُه بقصْدِ الرِّياءِ، أو بتَعظيمٍ وتقديسٍ للحجَرِ نفْسِه.
وفي الحديثِ: بيانُ ما في الحجرِ مِن فضلٍ وخيرٍ لِمَن استَلمَه.