مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 143
مسند احمد
حدثنا يزيد، أخبرنا محمد بن طلحة، عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حبسونا عن صلاة الوسطى حتى غابت الشمس، ملأ الله بطونهم وقبورهم نارا»
الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وأعظمُ أركانِ الإسلامِ العمَليَّةِ، والمحافظةُ علَيها مِن أجَلِّ شَعائرِ الدِّينِ، ومِن أهميتِها أنَّها لا تُترَكُ حتَّى أثناءَ الحَربِ
وفي هذا الحديثِ يَحكي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما بَعضَ أحداثِ غَزوةِ الخَندقِ التي كانتْ في السَّنةِ الرَّابعة أو الخامِسةِ مِن الهِجرةِ ، بعْدَ أنْ تَحزَّبَ كُفَّارُ قُريشٍ ومَن حالَفَهم مِن العرَبِ واليهودِ على قِتالِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابِه في المدينةِ، فيَروي أنَّ عُمرَ بنَ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عنه جاءَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ حَفْرِ الخَنْدَقِ بعْدَ أنْ غَرَبَت الشَّمْسُ وهو يسُبُّ كُفَّارَ قُريشٍ؛ لتَسَبُّبِهم في اشتِغالِ المؤمنينَ بالحَفْرِ عن الصَّلاةِ حتَّى فاتَ وقتُ صَلاةِ العَصرِ، فلم يُصَلِّها حتى أوشَكَتِ الشَّمْسُ على الغُروبِ، وأخبَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لم يُصَلِّ حتى كادتِ الشَّمْسُ أنْ تَغيبَ، وكان ذلك سَببَ غَضَبِه وشَتْمِه الكفَّارَ، فلمَّا رأى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما شَقَّ على عُمَرَ بسَببِ تَأخيرِ الصَّلاةِ، أَقْسَم له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -وهو الصَّادِق المَصدوقُ- أنَّه أيضًا لم يُصَلِّها حتى الآنَ؛ تَطْمينًا وتَطييبًا لـعُمَرَ الذي شَقَّ عليه الأمرُ. ثمَّ نَزَلَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ إلى بُطحانَ -وهو وادٍ بالمدينةِ في جَنوبِها- فتَوضَّأَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وصَلَّى العَصْرَ بعْدَ أنْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صلَّى المغْرِبَ
وفي الحديثِ: قَضاءُ الفوائِتِ مِن الصَّلواتِ الخَمْسِ
وفيه: الدُّعاءُ على الظَّالِم؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يُنْكِرْ ذلك على عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه
وفيه: حِرصُ الصَّحابةِ على الصَّلاةِ، وأنَّها بمَكانةٍ عَظيمةٍ عِندَهم