مسند عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما53
مسند احمد
حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن أبي حيان، عن أبي زرعة، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تطلع الشمس من مغربها، وتخرج الدابة على الناس ضحى، فأيهما خرج قبل صاحبه، فالأخرى منها قريب، ولا أحسبه إلا طلوع الشمس من مغربها يقول (1) : هي التي أولا
للهِجْرَةِ فَضْلٌ وشأنٌ عَظيمٌ في الإسلام، وقدْ حَثَّ عليها الشَّرْعُ الحَنِيفُ، وَرَغَّبَ فيها، ومَدَحَ مَنْ فَعَلَها.
وفي هذا الحديثِ أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: "لا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ"، أي: الخُروج من دارِ الكُفْرِ إلى دَارِ الإيمان، ثُمَّ أَرْدَفَ صلَّى الله عليه وسلَّم بِتأكيدِ المعنى، فقال: "حتَّى تَنْقَطِعَ التَّوْبَةُ"، أي: عندما لا يُقْبَلُ رُجوعُ مُسْتَدْرِكٍ على نَفْسِهِ، "ولا تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمسُ من مَغْرِبها"، أي: عِندما تَطْلُعُ الشَّمسُ من مَغْرِبها، وهذا مِن علاماتِ السَّاعة، فلا تُقْبَلُ تَوْبَةُ تائِبٍ. وقد ثَبَتَ عنه صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه قال بعدَ فَتْحِ مَكَّة: ((لا هِجرةَ بعدَ الفَتحِ))؛ فقِيلَ: إنَّ حَديثَ نَفْيِ الهِجْرَةِ بعدَ الفَتْحِ، هو في الخُروجِ من مَكَّةَ إلى المَدينةِ بعدَ الإسلامِ، ومعناه: لا هِجرةَ مِن مَكَّةَ؛ لأنَّها صارتْ دارَ إسلامٍ، أو معناهُ: لا هِجرَةَ فَضلُها كفَضلِ الهِجرةِ قَبلَ الفَتْحِ.
وفي الحديثِ: استمرارُ الهِجْرَةِ إلى الله بِهَجْرِ الكُفْرِ إلى الإيمان.
وفيه: انْقِطاعُ التَّوْبَةِ بعد طُلوعِ الشَّمس من مَغْرِبها.
.