مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 244

مسند احمد

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 244

 حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو معاوية يعني شيبان، عن أبي اليعفور، عن أبي الصلت، عن أبي عقرب، قال [ص:405]: غدوت إلى ابن مسعود، ذات غداة في رمضان، فوجدته فوق بيته جالسا، فسمعنا صوته، وهو يقول: صدق الله، وبلغ رسوله، فقلنا: سمعناك تقول: صدق الله، وبلغ رسوله، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن ليلة القدر في النصف من السبع الأواخر من رمضان، تطلع الشمس غداتئذ صافية، ليس لها شعاع» ، فنظرت إليها فوجدتها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

 ليلةُ القَدرِ لها فَضلٌ عظيمٌ، وقِيامُها إيمانًا واحتسابًا سببٌ للمغفرةِ والعِتقِ من النَّارِ، وقد حثَّ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على تَحرِّيها في العَشرِ الأواخِرِ من رَمضانَ

وقد كان عبدُ اللهِ بنَ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه يَقولُ للناس: "مَن يَقُمِ الحَوْلَ، يُصِبْ ليلةَ القَدْرِ"، أي: دونَ أن يُسمِّيَ لهم تلك اللَّيلةَ، فسأل التابعون غيره من الصحابة لتحديد ليلتها فسأل زِرُّ بنُ حُبَيشٍ أُبَيَّ بنَ كعبٍ: "أنَّى علِمْتَ أبا المُنذِرِ"، أي: كيفَ علِمْتَ، وأبو المُنذِرِ: كُنْيةُ أُبَيِّ بنِ كعبٍ، "أنَّها"، أي: ليلةَ القَدْرِ هي "ليلةُ سَبْعٍ وعِشرين"، أي: مِن رمَضانَ؟" فقال أُبَيُّ بنُ كعبٍ رضِيَ اللهُ عنه: "بلَى، أخبَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّها ليلةٌ صبيحتَها تطلُعُ الشَّمسُ ليس لها شعاعٌ"، أي: إنَّ علامةَ يومِها أن تكونَ الشَّمسُ نقيَّةً لا يُرَى لها أشعَّةٌ ممتدَّةٌ، قال أُبَيٌّ: "فعدَدْنا"، أي: اللَّياليَ الَّتي سيوافِقُ صبيحتَها أن تكونَ الشَّمسُ بلا شعاعٍ، "وحفِظْنا"، أي: أنَّها في تلك اللَّيلةِ، "واللهِ، لقدْ عَلِمَ ابنُ مَسعودٍ أنَّها في رمَضانَ، وأنَّها ليلةُ سَبْعٍ وعِشرينَ، ولكِنْ كَرِهَ أن يُخبِرَكم"، أي: بموعدِها، "فتتَّكِلوا"، أي: فتعتَمِدوا على قولِه، فيختصَّ قيامُكم لتلك اللَّيلةِ على سائرِ اللَّيالي، ولكنَّ هذا يجعَلُكم في اجتهادٍ وتحرٍّ بكثرةِ القيامِ لِتَدارُكِ تلك اللَّيلةِ