مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 348
مسند احمد
حدثنا عبد الصمد، حدثنا حماد، حدثنا عاصم، عن أبي وائل، عن ابن مسعود، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب النساء، فقال لهن: «ما منكن امرأة يموت لها ثلاثة، إلا أدخلها الله عز وجل الجنة» ، فقالت أجلهن امرأة: يا رسول الله، وصاحبة الاثنين في الجنة؟ قال: «وصاحبة الاثنين في الجنة»
كَتَبَ اللهُ تعالى على عِبادِه المؤمنينَ البلاءَ، ووعَدَهم بِالأجرِ الجزيلِ إذا صبَروا على ما ابْتَلاهم به، وشَكرُوا اللهَ تعالى على نَعْمائِه وضرَّائِه
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ امْرأةً جاءتْ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتْ له: "إنَّا لا نَقدِرُ عليك في مَجلسِك"، أي: لا يَقْدِرْنَ أنْ يَصِلْنَ إليه وسُؤالَه، والحضورَ لِمَجالسِه كما يفَعلُ الرِّجالُ، "فواعِدْنا يومًا نأْتِك فيه"، أي: طَلَبْنَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تحديدَ يومٍ وموعدٍ يَجتمِعْنَ له فيه، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَوعدُكنَّ بيتُ فلانٍ، فجاءهنَّ لذلك الوعدِ"، أي: أجابَهنَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في طلبِهنَّ، قال أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "وكان فيما حدَّثَهنَّ: ما منكنَّ امرأةٌ"، أي: لها أولادٌ، وفي رِوايةِ النَّسائيِّ: "ما مِن مُسلمينِ"، قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يموتُ لها ثلاثٌ مِن الولدِ"، أي: لم يَبلُغوا حدَّ التَّكليفِ، كما في رِوايةِ النَّسائيِّ، "فتَحتسِبُهم"، أي: صَبرَتْ على فَقْدِهنَّ راضيةً بقضاءِ اللهِ، وطلَبًا للأجْرِ والثَّوابِ مِن اللهِ عزَّ وجلَّ، "إلَّا دخلَتِ الجنَّةَ"، أي: كان جزاؤها على ذلك دُخولَ الجنَّةِ، "فقالتِ امرأةٌ: واثنانِ؟" أي: وما جزاءُ مَن فقَدَتْ وَلدينِ وصَبرَتْ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "واثنانِ"، أي: أقَرَّها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ذلك وجعَلَ جزاءها الجنَّةَ
وفي الحديثِ: عِظَمُ أجْرِ المُصيبةِ في الولَدِ، وكونُه لا جزاءَ لها لِوَالدَيْهِ إذا صبَرَا إلَّا الجنَّةُ