مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 368

مسند احمد

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 368

 حدثنا يعلى، وابن أبي زائدة، قالا: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن عبد الرحمن بن يزيد، قال: دخل الأشعث بن قيس على عبد الله، يوم عاشوراء، وهو يتغدى، فقال: يا أبا محمد، ادن للغداء، قال: أوليس اليوم عاشوراء؟ قال: وتدري ما يوم عاشوراء؟ إنما «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل رمضان، فلما أنزل رمضان ترك»

 صَومُ عاشوراءَ هو أوَّلُ صِيامٍ صامَه المسلمونَ، وكان صَومُه فَرضًا قبْلَ أنْ يُفرَضَ رمضانُ، وقد ثبَتَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فضْلُ صِيامِه، وهو يومُ العاشِرِ مِن شَهرِ اللهِ المُحرَّمِ

وفي هذا الحديثِ يُؤكِّدُ ابنُ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ صَومَ عاشوراءَ لم يَعُدْ واجبًا بعْدَ نُزولِ صَومِ رمَضانَ؛ فإنَّ الأشعثَ بنَ قَيسٍ رَضيَ اللهُ عنه دخَلَ على عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه وهو يَأكلُ في يومِ عاشوراءَ، فقال له الأشعثُ مُنبِّهًا له: «اليومُ عاشوراءُ!»، أي: كيف تَأكلُ في هذا اليومِ؟! فأخْبَره ابنُ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه بأنَّ عاشوراءَ كان فَرْضُ صِيامِه قبْلَ نُزولِ صَومِ رمَضانَ، فلمَّا نزَلَ رمَضانُ باتَ سُنَّةً وتُرِكَ العملُ بأنَّه فرْضٌ، وقولُ ابنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه له: «ادْنُ فكُلْ»، أي: اقتربْ فكُلْ، ولا يُفهَمُ منه أنَّ الصَّومَ ليس مُستحبًّا، وإنَّما دَعاه لِلأكلِ؛ لأنَّه عَلِم منه أنَّه كان يَظُنُّ أنَّ صِيامَه واجبٌ، فأراد أنْ يُؤكِّدَ له عدَمَ وُجوبِه، فدَعاه لِلأكلِ بعْدَ أنْ ذكَرَ له أنَّ فرضِيَّتَه نُسخَتْ بنُزولِ صَومِ رمَضانَ

وفي الحَديثِ: تعليمُ العُلَماءِ للعامَّةِ أمرَ دينِهم بالقَولِ والفِعلِ