مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه 58
حدثنا بهز، حدثنا أبو عوانة، حدثنا حصين، عن عمرو بن جاوان (1) ، قال:
قال الأحنف: انطلقنا حجاجا، فمررنا بالمدينة، فبينما نحن في منزلنا، إذ جاءنا آت، فقال: الناس من فزع في المسجد. فانطلقت أنا وصاحبي، فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد، قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص، قال: فلم يكن ذلك بأسرع من أن جاء عثمان يمشي، فقال: أهاهنا علي؟ قالوا: نعم. قال: أهاهنا الزبير؟ قالوا: نعم. قال: أهاهنا طلحة؟ قالوا: نعم. قال: أهاهنا سعد؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له ". فابتعته، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني قد ابتعته. فقال: " اجعله في مسجدنا وأجره لك "؟ قالوا: نعم.
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من يبتاع بئر رومة؟ " فابتعتها بكذا وكذا، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعتها، يعني بئر رومة، فقال: " اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك "؟ قالوا: نعم
قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة، فقال: " من يجهز هؤلاء غفر الله له " فجهزتهم، حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا؟ قالوا: اللهم نعم. قال: اللهم اشهد، اللهم اشهد، اللهم اشهد. ثم انصرف (1)
قَوْلُهُ: "فَقَالَ النَّاسُ" : مُبْتَدَأٌ، خَبَرُهُ: فِي الْمَسْجِدِ.
قَوْلُهُ: "مِنْ فَزَعٍ" : بِفَتْحَتَيْنِ - ; أَيْ: لِأَجْلِ فَزَعٍ، مُتَعَلِّقٌ بِالْخَبَرِ.
"مِرْبَدَ بَنِي فُلَانٍ" : - بِكَسْرِ مِيمٍ وَفَتْحِ بَاءٍ - : مَوْضِعٌ يُجْعَلُ فِيهِ التَّمْرُ لِيَنْشَفَ.
"بِئْرَ رُومَةَ": بِضَمِّ رَاءٍ - : اسْمُ بِئْرٍ بِالْمَدِينَةِ.
"حَتَّى مَا يَفْقِدُونَ" : كَيَضْرِبُ.
"خِطَامًا" : - بِكَسْرِ الْمُعْجَمَةِ - .
"وَلَا عِقَالًا" : - بِكَسْرِ الْمُهْمِلَةِ - : حَبْلٌ يُشَدُّ بِهِ ذِرَاعُ الْبَعِيرِ.
"اللَّهُمَّ اشْهَدْ" : أَيْ: بِإِقَامَتِي الْحُجَّةَ عَلَى الْأَعْدَاءِ عَلَى لِسَانِ الْأَوْلِيَاءِ;
فَإِنَّ الْمَقْصُودَ كَانَ إِسْمَاعَ مَنْ يُعَادِيهِ.