مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه 61
حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص، أن سعيد بن (1) العاص أخبره
أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان حدثاه: أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، وقال لعائشة: " اجمعي عليك ثيابك " فقضيت إليه حاجتي، ثم انصرفت.
قالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر، كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال، أن لا يبلغ إلي في حاجته ".
وقال الليث: وقال جماعة الناس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: " ألا أستحي ممن يستحيي منه الملائكة " (2)
قَوْلُهُ: "لَابِسٌ مِرْطَ" : - بِكَسْرِ مِيمٍ فَسُكُونِ رَاءٍ - : كِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ.
"فَزِعْتَ" : - بِزَايٍ مُعْجَمَةٍ وَعَيْنٍ مُهْمَلَةٍ - ; أَيِ: اهْتَمَمْتَ لَهُمَا، وَاخْتَلَفْتَ بِدُخُولِهِمَا
وَقِيلَ: - بَرَاءٍ مُهْمَلَةٍ وَغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ - ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ مَعْنَى الْأَوَّلِ.