مسند عثمان بن عفان رضي الله عنه 60
حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حيوة، أخبرنا أبو عقيل، أنه سمع الحارث مولى عثمان يقول:
جلس عثمان يوما وجلسنا معه، فجاءه المؤذن، فدعا بماء في إناء، أظنه سيكون (1) فيه مد، فتوضأ، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ وضوئي هذا، ثم قال: " ومن توضأ وضوئي هذا، ثم قام فصلى صلاة الظهر، غفر له ما كان بينها وبين الصبح، ثم صلى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظهر، ثم صلى المغرب غفر له ما بينها وبين صلاة العصر، ثم صلى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب، ثم لعله أن يبيت يتمرغ ليلته، ثم إن قام فتوضأ وصلى الصبح غفر له ما بينها وبين صلاة العشاء، وهن الحسنات يذهبن السيئات ". قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات (2) يا عثمان؟ قال: هن: لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله (3)
قَوْلُهُ: "مُدٌّ" : الْمُدُّ: مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ، قِيلَ: سُمِّيَ بِذَلِكَ; لِأَنَّهُ يَمْلَأُ كَفَّيِ الْإِنْسَانِ إِذَا مَدَّهُمَا.
"يَتَمَرَّغُ" : أَيْ: يَتَقَلَّبُ، وَالْمُرَادُ: يَرْقُدُ.
"وَهُنَّ الْحَسَنَاتُ" : أَيِ: الصَّلَوَاتُ هِيَ الْمُرَادَةُ فِي الْآيَةِ.
"فَمَا الْبَاقِيَاتِ" : أَيِ: الصَّالِحَاتُ فِي الْآيَةِ الْأُخْرَى.
ثُمَّ ظَاهِرُ الْحَدِيثِ أَنَّ التَّفْسِيرَ الْأَوَّلَ مَرْفُوعٌ، وَالثَّانِي مَوْقُوفٌ، نَعَمْ قَدْ يُقَالُ: لَهُ حُكْمُ الرَّفْعِ; لِأَنَّ مِثْلَهُ لَا يُقَالُ مِنْ جِهَةِ الرَّأْيِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
فِي "الْمَجْمَعِ": رِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ الْحَارِثِ، وَهُوَ ثِقَةٌ.