مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه 49
حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، حدثنا محمد بن عمر بن علي، عن علي، قال: قلت: يا رسول الله، إذا بعثتني أكون كالسكة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: " الشاهد يرى ما لا يرى الغائب " (1)
قَوْلُهُ: "كَالسِّكَّةِ الْمُحْمَاةِ" فِي "الْقَامُوسِ": السِّكَّةُ - بِالْكَسْرِ - : حَدِيدَةٌ مَنْقُوشَةٌ تُضْرَبُ عَلَيْهَا الدَّرَاهِمُ، انْتَهَى.
وَهِيَ لَا تَتَصَرَّفُ فِي النَّقْشِ، بَلْ هِيَ دَائِمًا تَنْقُشُ النَّقْشَ الَّذِي فِيهَا، يُرِيدُ: أَنَّهُ هَلْ يَكُونُ مِثْلَهَا فِي عَدَمِ التَّجَاوُزِ عَمَّا أُمِرَ بِهِ، وَإِنْ رَأَى الْمَصْلَحَةَ فِي خِلَافِهِ؟ أَوْ: لَهُ النَّظَرُ وَالرَّأْيُ فِيمَا يَظْهَرُ لَهُ بِسَبَبِ الْحُضُورِ؟ فَأَجَازَ لَهُ النَّظَرَ; لِأَنَّهُ قَدْ يَخْفَى عَلَى الْغَائِبِ مَا يَظْهَرُ لِلشَّاهِدِ.
وَالظَّاهِرُ: أَنَّ هَذَا فِي الْحُرُوبِ وَنَحْوِهَا مِمَّا لِلرَّأْيِ فِيهِ مَدْخَلٌ، لَا فِي أُمُورِ الدِّينِ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
وَفِي "الْمَقَاصِدِ": رَوَاهُ أَحْمَدُ مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَمِنْ هَذَا الْوَجْهِ أَوْرَدَهُ الضِّيَاءُ فِي "الْمُخْتَارَةِ"، وَالْعَسْكَرِيُّ فِي "الْأَمْثَالِ"، وَهُوَ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ فِي
"الْحِلْيَةِ" مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَلِيٍّ، وَفِي الْبَابِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ الْعَسْكَرِيِّ، وَعَنْ أَنَسٍ عِنْدَ الْقُضَاعِيِّ، انْتَهَى.