ومما اجتمع فيه سليمان بن صرد، وخالد بن عرفطة 2
مستند احمد
حدثنا قران، حدثنا سعيد الشيباني أبو سنان، عن أبي إسحاق، قال: مات رجل صالح، فأخرج بجنازته، فلما رجعنا، تلقانا خالد بن عرفطة، وسليمان بن صرد وكلاهما قد كانت له صحبة، فقالا: سبقتمونا بهذا الرجل الصالح، فذكروا أنه كان به بطن، وأنهم خشوا عليه الحر، قال: فنظر أحدهما إلى صاحبه، فقال: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «من قتله بطنه [ص:244] لم يعذب في قبره» ؟
إذا ابتلَى اللهُ عبدَه بمرَضٍ أو داءٍ فصَبَر على ذلك، فإنَّه يَنالُ أجْرًا وثوابًا جزاءَ ذلك الصَّبرِ، ويُكفَّرُ عنه مِن سيِّئاتِه؛ وفي هذا الحديثِ بيانٌ لفضْلِ مَن ماتَ بداءِ البطْنِ؛ فإنَّه يُؤمَّنُ مِن عذابِ القبْرِ، يقولُ سُلَيمانُ بنُ صُرَدٍ لخالِدِ بنِ عُرْفُطَةَ، أو خالِدٌ يَقولُ لسُليمانَ: أمَا سَمِعتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: "مَن قتَلَه بطْنُه"، أي: أسَمِعتَ حديثَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فيمَن أُصِيبَ وابتُلِيَ بمرَضٍ ودَاءٍ مِن أمراضِ البطْنِ، والَّتي منها الاستِسْقاءُ أو الإسْهالُ، أو غيرُ ذلك ممَّا يَظهَرُ مِن أمراضِ البطْنِ الَّتي تُؤدِّي إلى الموْتِ، "لَم يُعذَّبْ في قبْرِه"، أي: يُنجِيه اللهُ ويرفَعُ عنه عذابَ القبْرِ، وقيل: يَقِيه اللهُ مِن فتنَةِ القبْرِ، ومِن سُؤالِ الملَكَين؛ وذلك جزاءَ ما لَقِيَ مِن شدَّةِ مرَضِه، وقد ثبَت أيضًا في أحاديثَ أخرى أنَّ المبطونَ مِن الشُّهداءِ. "فقال أحَدُهما لصاحِبِه"، أي: قال سُليمانُ لخالِدٍ أو قال خالِدٌ لسُليمانَ: "نعَم"، أي: سمِعتُ هذا الحديثَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم
وفي الحديث: فضيلةٌ لِمَن ماتَ مَبطونًا
وفيه: أنَّ الأمراضَ والأسقامَ التي يُصابُ بها في الدُّنيا تُخفِّفُ مِن العذابِ في الآخِرَةِ