هو المطلوب وهو المعين
بطاقات دعوية
كل مخلوق فقير محتاج إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره ،
والمنفعة للحي هي من جنس النعيم واللذة ؛
والمضرة هي من جنس الألم والعذاب ؛
فلا بد له من أمرين :
أحدهما : هو المطلوب ( وجودًا او عدمًا).
والثاني : هو المعين الموصل المحصل لذلك المقصود، والمانع من دفع المكروه .
وهذان هما الشيئان المنفصلان الفاعل والغاية فهنا أربعة أشياء :
أحدها : أمر هو محبوب مطلوب الوجود .
والثاني : أمر مكروه مبغض مطلوب العدم .
والثالث : الوسيلة إلى حصول المطلوب المحبوب .
والرابع : الوسيلة إلى دفع المكروه ،
فهذه الأربعة الأمور ضرورية للعبد بل ولكل حي لا يقوم وجوده وصلاحه إلا بها.
إذا تبين ذلك فبيان ما ذكرته من وجوه : -
أحدها : أن الله تعالى هو الذي يحب أن يكون هو المقصود المدعو المطلوب ، وهو المعين على المطلوب وما سواه هو المكروه ، وهو المعين على دفع المكروه ؛ فهو سبحانه الجامع للأمور الأربعة دون ما سواه،
وهذا معنى قوله : { إياك نعبد وإياك نستعين } فإن العبودية تتضمن المقصود المطلوب ( وجودًا او عدمًا). ؛ لكن على أكمل الوجوه ، والمستعان هو الذي يستعان به على المطلوب (جلبًا أو دفعًا) ؛
فالأول من معنى الألوهية .
والثاني من معنى الربوبية ؛
إذ الإله : هو الذي يؤله فيعبد محبة وإنابة وإجلالا وإكراما.
والرب : هو الذي يربي عبده فيعطيه خلقه ثم يهديه إلى جميع أحواله من العبادة وغيرها ؛
وكذلك قوله تعالى : { عليه توكلت وإليه أنيب } .
وقوله : { فاعبده وتوكل عليه } .
وقوله : { عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير } .
وقوله تعالى { وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده } .
وقوله تعالى : { عليه توكلت وإليه متاب }
وقوله : { وتبتل إليه تبتيلا } { رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا }
فهذه سبعة مواضع تنتظم هذين الأصلين الجامعين.