الخضاب بالحناء والكتم 8
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن إياد بن لقيط، عن أبي رمثة رضي الله عنه قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ورأيته قد لطخ لحيته بالصفرة»
في هذا الحديثِ يقولُ أبو رِمْثَةَ رَضِي اللهُ عَنه: "أتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ورأيتُه قد لَطَّخ لِحيتَه بالصُّفرةِ"، وفي رِوايةٍ: "بالحنَّاءِ"، أي: وضَع بَعضًا منها حتَّى بانَ صَفارُها، وقيل: إنَّ الحِنَّاءَ يَميلُ لونُها إلى الحُمرةِ، ولا تَنافِيَ بين هذه الألوانِ؛ لأنَّ الصُّفرةَ لونُ الحنَّاءِ، والصُّفرةَ لونٌ دونَ الحُمرةِ، والأصفرُ الأسودُ أيضًا، فلونُ الحِنَّاءِ يَميلُ إلى الحُمْرةِ
قيل: يَحتمِلُ أنَّه لم يَقصِدْ أن يَختَضِبَ به، بل كان للتَّداوي أو ما شابه؛ لأنَّه ثبَت في صَحيحِ مُسلمٍ مِن حَديثِ أنسٍ رضِيَ اللهُ عنه، أنَّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه لم يَختضِبْ؛ فعَنِ ابنِ سِيرينَ قال: سأَلتُ أنَسًا: هل كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خضَبَ؟ فقال: لم يَبْلُغِ الخِضابَ؛ كان في لِحْيتِه شَعَراتٌ بِيضٌ، قال: فقلتُ له: فكان أبو بَكرٍ يَخضِبُ؟ قال: فقال: نعَم، بالحِنَّاءِ والكَتَمِ