القول عند المطر
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن مسعر، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن عائشة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطر، قال: «اللهم اجعله صيبا نافعا»
في هذا الحَديثِ بيانُ ما كان يَفعَلُه ويقولُه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندَ نُزولِ المطرِ؛ ففيه: أنَّه كان صلَّى الله عليه وسلَّم إذا رأى ناشِئًا، أي: سَحابًا في أفق السماء بادئًا في التجمُّع للمَطرِ، ترَك العَملَ، وإنْ كان في صلاةٍ؛ وذلك لشِدَّةِ خوْفِه صلَّى الله عليه وسلَّم منَ الله عزَّ وجلَّ، مع وعْدِ الله له بأنَّه لا يُعذِّبهم وهو فيهم، لكنَّ المؤمنَ لا يأمنُ مكرَ الله؛ فقد يستدرِجُه مِن حيث لا يعلمُ
ثم يقول النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم عند رؤيتها: "اللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن شَرِّها"، أي: من شرِّ ما أتتْ به، "فإنْ مُطِرَ" أي: فإن نزَل المطرُ مِن هذا السَّحَابِ، قال: "اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا"، أي: اجْعله اللَّهُمَّ مطرًا منهمِرًا نافعًا، وقيَّده فجعله صيِّبًا هنِيئًا؛ ليدفعَ بذلك الضَّررَ الَّذي قد يكون في المطر، و"الصَّيِّب" ما سال مِن المطرِ وجرَى، وفيه إشارةٌ إلى الدُّعاء بالزِّيادةِ مِن الخيرِ والبركةِ والنَّفْع به
وفِي الحَديثِ: الدُّعاءُ عند نُزولِ المطَرِ، مَع الخوفِ والرَّجَاءِ مِن الله