المشي بينهما
سنن النسائي
أخبرنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا بشر بن السري، قال: حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن كثير بن جمهان، قال: رأيت ابن عمر يمشي بين الصفا والمروة فقال: «إن أمشي فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي، وإن أسعى فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى»
كان عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما يَحرِصُ كلَّ الحِرصِ على أن يتَّبِعَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في كلِّ شيءٍ
وفي هذا الحديثِ يقولُ كثيرُ بنُ جَهْمانَ: "رأَيْتُ ابنَ عُمَرَ يمشي في المسعى"، أي: يمشي في الموضعِ الَّذي يكونُ فيه إسراعٌ، وهو بطنُ الوادي بين العَلَمينِ الأخضَرينِ، فقلتُ له: "أتمشي في السَّعيِ بين الصَّفا والمَرْوةِ؟ "، أي: يتعجَّبُ له أنَّه لا يَسعى مِثلَ النَّاسِ، والسَّعيُ هو المشيُ السَّريعُ قليلًا، أو الجريُ الخفيفُ، والهَرْولةُ، فقال له ابنُ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "لئِنْ سعَيْتُ فقد رأَيْتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يَسعَى، ولئن مشَيْتُ لقد رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يمشي"، أي: رأَيْتُ النَّبيَّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فعَل الأمرينِ؛ فسَعْيُه ومَشْيُه ما هو إلَّا اتِّباعٌ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في سَعْيِه ومَشْيِه بين الصَّفا والمروةِ، وقيل: إنَّ مَشْيَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم في المَسعَى ربَّما كان لزحامٍ، حينما لم يُمكِنْه السَّعيُ