باب الأسفار 2
سنن النسائي
أخبرني إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا بن أبي مريم قال أخبرنا أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد عن رجال من قومه من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما أسفرتم بالفجر فإنه أعظم بالأجر
قال الشيخ الألباني : صحيح الإسناد
بَيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأصحابِه مَواقِيتَ الصَّلاةِ، وعَلَّمَهم كَيفيَّةَ حِسابِ الوقتِ مع حَركةِ الشَّمسِ للصَّلاةِ نهارًا، وحَركةِ القَمرِ للصَّلاةِ ليلًا
وفي هذا الحَديثِ يأمْرُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بإقامَةِ صَلاةِ الصُّبْحِ في وقْتِها فيقولُ: "أَصبِحوا بالصُّبحِ"، وفي روايةٍ: "أَسْفِروا بالفَجرِ"، أي: صلُّوا الصُّبحَ عند طُلوعِه؛ وهو رُؤيَةُ الفجْرِ الصَّادِقِ في السَّماءِ، وهو الضِّياءُ المعترِضُ في الأُفُقِ؛ وقيلَ: هذا أمْرٌ بالتَّثبُّتِ في طُلوعِ الفَجْرِ كلَّ يومٍ ليُصلَّى في وقْتِه، فلا يِتمُّ الخَطأُ منَ الصَّلاةِ قبلَ الوقْتِ، أو هذا في اللَّيالِي المقْمِرَةِ الَّتي لا يتَّضحُ فيها الفَجْرُ؛ فهذا الأمْرُ وارِدٌ فيها بالتَّحرِّي والتَّحقُّقِ للفَجْرِ؛ "فإنَّه أعظَمُ لأُجورِكم أو أعظَمُ للأجْرِ"، أي: كلَّما تَباينتُم لوقتِ الصُّبحِ وتَثبَّتُم فيه عاد ذلك عليكُمْ بالأجْرِ العظيمِ والمُكتمِل